دور مراكز التدريب في تأهيل الشباب لسوق العمل مركز نون للبحوث والدراسات التنموية أنموذجا في الفترة من 2020-2023 م

  يهدف هذا البحث إلى دراسة دور مراكز التدريب في تأهيل الشباب لسوق العمل، متخذًا من مركز نون للبحوث والدراسات التنموية نموذجًا للفترة من 2020 إلى 2023. اعتمدت الدراسة على منهج وصفي تحليلي مدعوم بالبيانات الميدانية من خلال توزيع عدد(100) استبانة على مجتمع الدراسة البالغ عددهم(640)  خلال الفترة، حيث جُمعت المعلومات من عينة من خريجي المركز والمستفيدين من دورات التدريب المختلفة خلال فترة الدراسة، إضافة إلى مقابلات مع إداريين وأصحاب الشركات التي تمثل جزء من سوق العمل. وقد استخدم في تحليل الدراسة برنامج الحزم الإحصائية SPSS. حيث ركز البحث على قياس أثر جودة البرامج التدريبية، وكفاءة المدربين، وأساليب التدريب، وخدمات الدعم المهني على تحسين قابلية التوظيف لدى الشباب واندماجهم في سوق العمل.
 وجاءت الورقة البحثية لتسهم فى سد الفجوة المتمثلة في مدى مساهمة برامج التدريب لمركز نون للبحوث والدراسات التنموية في تاهيل الشباب لسوق العمل وتلبية احتياجاتهم خلال فترة الدراسة؟
وإن هذه الورقة البحثية ستضيف أيضا مقترحات لنظرة مستقبلية للبرامج التي تقدمها مراكز التدريب في تشاد وأثرها في زيادة فرص العمل وسد حاجة السوق من الخريجين مما يعد مؤشرا إيجابيا في زيادة المتقدمين لدورات التدريب من الشباب، إضافة الى القاء الضوء على كفاءة عملية التدريب لهذه المراكز وذلك بالتعرف على مدخلاتها ومخرجاتها. كما يعتبر ندرة المراكز البحثية المتخصصة في تطوير مجال التعليم والتدريب التقني والمهني يؤدى الى ضعف التعرف على التجارب العالمية الناحجة في مجال التدريب الإداري والمهني والتقني وكيفية إيجاد برامج  ملائمة لمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.
وقد أظهرت النتائج ان البرامج التدربيبة التي قدمها مركز نون خلال الفترة 2020-2023 كان لها اثر إيجابي وملموس في تاهيل الشباب لسوق العمل وتزويدهم بالمهارات والمعارف العملية اللازمة، كما بينت الدراسة ان التدريب المقدم من المركز أسهم بدرجة كبيرة في تحسين فرص توظيف الشباب المتدربين، واثبتت النتائج ان جودة وتنوع مناهج واساليب التدريب له اثر واضح في رفع مستوى كفاءة الشباب المتدربين، كما تحصلت الدراسة أن نسبة مقدرة من الخريجين حصلوا على وظائف خلال فترة الدراسة، كما تبين أن الظروف الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 أثرت سلبًا على فرص التشغيل في بداية الفترة، إلا أن التحسن التدريجي في السوق المحلي  منذ 2022 ساعد في زيادة معدلات الاندماج الوظيفي للخريجين.
كما قدمت الدراسة توصيات أبرزها: تعزيز التدريب العملي من خلال شراكات مع القطاع الخاص، وتطوير المناهج لتشمل مهارات رقمية متقدمة، وتنويع مجالات التدريب، وتبني أساليب تدريب مرنة تجمع بين التعليم الحضوري والإلكتروني استجابة للتطور التكنولوجي في مجال الرقمنة.