نحو نموذج مناسب لتصميم وتعديل الخطط الدراسية المقدمة بواسطة کليات التجارة الحکومية فى مصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التجارة -جامعة عين شمس

المستخلص

يلعب العلم دوراً هاماً فى تنمية وتطورالمجتمعات فى مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعةً والإنسانية والقانونية والتکنولوجية والعسکرية، وفى الأزمنة القديمة کان التطور العلمى يعتمد على المواهب والمجهودات الفردية للعلماء ولذا کانت الإضافات العلمية بسيطة والتطور بطئ، ولکن ظهور وتقدم الجامعات أدى الى تطورات علمية هائلة وسريعة فى کل المجالات ولذا فإن البعض يعرف الجامعة بأنها کيان رأسمالى إجتماعى يلعب دوراً هاماً و محورياً فى إنتاج وتشجيع التنمية الإقتصادية فى المجتمع (Mansfield 1995; Branscomb et al. 1999; Etzkowitz & Leydesdorff 2000; Leydesdorff & Meyer, 2003)
   فالجامعات هى المؤسسات المنوط بها إنتاج العلم من خلال الوظيفتين التقليديتين وهما التعليم[1] Education والبحث العلمى   Scientific Researchحيث يأتى العلم فى صورة معرفة Knowledge، ولکن هذه المعرفة لا تتحول الى إختراعات وإبتکارات وسلع وخدمات مفيدة إلا من خلال تطبيقها بواسطة الصناعة ممثلة فى الشرکات والمؤسسات بمختلف أشکالها وفى مختلف الأنشطة والقطاعات، ولذا فقد أضيفت وظيفة ثالثة للجامعات هى خدمة المجتمع   CommunityService و التى من أهم أبعادها التعاون بين الجامعات والصناعة Universities–Industry Collaboration ، وبالتالى فإن هذا التعاون لا غنى عنهDan (2013) and Wilson (2012)
     وتعتبرالخطط الدراسية Curricula الأداة الأساسية التى من خلالها تقدم الجامعات برامجها التعليمية Educational Programs ومن ثم القيام بأدوارها الثلاثة: التعليم و البحث العلمى و خدمة المجتمع، والجامعات  -مثل جميع المنظمات -حتى تقوم بدورها بنجاح فإنها تقوم بعمل تخطيط إستراتيجى يبدأ بتحديد رؤيتها Vision والتى تحدد هويتها وتصيغ فى ضوئها رسالتها Mission Statement وتحدد أهدافها الرئسية  Goals  والتشغيلية .Objectives 
      وکجزء أساسى من هذا التخطيط الإستراتيجى تقوم الجامعات بتصميم الخطط الدراسية التى تقدمها سواء على المستوى الأول للبکالويوس والليسانس والتى ُيطلق عليها  Undergraduate Programs أوعلى مستوى أعلى للدبلومات والمجاستير والدکتوراة والتى ُيطلق عليها الدراسات العليا Postgraduate Programs
هذا البحث[2] يهدف الى إقتراح بعض المعايير المفيدة للوصول الى نموذج مناسب لتصميم أوتعديل الخطط الدراسية المقدمة بواسطة کليات التجارة فى الجامعات الحکومية المصرية فى مجالات الإدارة والإقتصاد والمحاسبة، ويتکون البحث من خمس نقاط على الوجه التالى:

مفهوم وأهمية ومکونات الخطط الدراسية.
العوامل التى تؤثر على تصميم وتعديل الخطط الدراسية.
أهم النماذج المستخدمة لتصميم وتعديل الخطط الدراسية.
التطورات التى طرأت على البرامج التعليمية وقطاع الأعمال فى مصر.
المعاييرالمقترحة لتصميم وتعديل الخطط الدراسية.

     ولقد تناول البحث بالتحليل النماذج الثلاثة الشائعة لتصميم وتعديل الخطط الدراسية و التى تختلف بحسب نقطة الترکيز الأساسية: المحتوى، المتعلم، وحل المشاکل، وتوصل البحث الى أن النموذج التقليدى الذى يرکز على المحتوى والموضوع هوالمناسب للبرامج التقليدية ذات الأعداد الکبيرة ولکن مع تطعيمه جزئياً بالنماذج غيرالتقليدية التى تشجع الطلاب على التفکير وتستخدم الحالات العملية وهذه  النماذج هى الأنسب للبرامج الحديثة ذات الأعداد الصغيرة والتى يمکن أن تطبق نظام الساعات المعتمدة وکذا لبرامج الدراسات العليا، على أن يتم تصميم وتعديل الخطط الدراسية فى إطار التخطيط الإستراتيجى وبحيث تساعد تلک الخطط الدراسية کليات التجارة على تأدية ليس فقط وظيفة التعليم بل أيضا وظيفتى البحث العلمى وخدمة المجتمع من خلال التعاون مع الصناعة.



[1]البعض يستخدم لفظ التدريس  Teaching للتعبيرعن هذا الدور ولکن الباحث يفضل مصطلح التعليم  Education  لأنه ينطوى على تحقيق الهدف من وراء التدريس وهو تعلم الطلاب  Learning ، حيث أن  التدريس  لا يعنى بالضرورة تحقق التعلم من جانب الطلاب، بألفاظ أخرى مصطلح التعليم  يشتمل على کل من التدريس والتعلم. 


[2]هذا البحث تم إعداده لتقديمه لمؤتمر"حتمية تطوير المحتوى العلمى والعملى للمقررات الدراسية بکليات التجارة لمواکبة متطلبات سوق العمل فى عالم متغير بين الواقع والمأمول" والذى کان کان مقدراً  تنظيمه بواسطة قطاع شئون الطلاب والتعليم بکلية التجارة جامعة عين شمس خلال سبتمر 2016 ولکن تم تأجيله.

المجلد 47، العدد 1
ابحاث فى تخصصات ادارة الاعمال - المحاسبة - الاقتصاد - الاحصاء باللعة العربیة واللغة الانجلیزیة
2017
الصفحة 493-581